• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الكوارث والزلازل والسيول


علامة باركود

كارثة "الدويقة" وأزمة العشوائيات المصرية

أحمد مخيمر


تاريخ الإضافة: 18/9/2008 ميلادي - 17/9/1429 هجري

الزيارات: 15094

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
اسْتَيْقَظَ الضمير المصري والعربي؛ بل والإنساني، على دَوِيِّ سُقُوط كُتَلٍ صَخْريَّةٍ ضخمة من جبل المقطم، الذي يُطِل على القاهرة، على عَشْوَائيَّات حيِّ "الدويقة"، أدَّت إلى هَدْم عَشَرات البُيُوت فوق رؤوس أصحابها، ومَقْتل عشراتِ المُوَاطِنين، وإصابة المئات، فَضْلاً عَمَّن لا يزالُون في عِداد المَفْقُودينَ.

والكارِثة تَكْشف عنِ الحالة السُّكَّانيَّة في مصر، كما يصفها أحد خبراء الإسكان، "مساكن بلا سُكَّان، وسُكَّان بلا مساكن"، ففي نفس الوقت الذي تُقام فيه عشرات القُرَى السِّياحيَّة على الساحل الشمالي، الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط، وتظل هذه المساكن بُيُوتًا للأشباح طوال العام، ما عدا عطلة الإِجازة الصَّيفيَّة، تُؤَكِّد التَّقارير والإحصاءات المحليَّة والدَّوليَّة أنَّ قرابة 15 مليون نَسَمة، يعيشون في العَشْوائيَّات، والعِشش الصَّفيح، وذلك حسب التَّقرير السَّنَوي لِصندوق الأمم المتحدة للسُّكَّان، الصادر عام 2007م؛ حيث أظهر التَّقرير أنَّه حَدَث تَضَاعُف في عَدَد سُكَّان القاهرة، من ‏6.4‏ مليون نسمة عام ‏1975م‏، إلى أن وَصَل ‏11.1‏ مليون نسمة عام 2007م، وأنَّ القاهرة وَحْدَها تؤْوِي‏ 67‏ منطقة عَشْوائيَّة‏،‏ وأشار التَّقرير إلى وُجُود ‏1221‏ منطقة عشوائيَّة في مصر، تؤْوِي‏ 15‏ مليون شخص، وَنَوَّه التَّقرير بأن سُكَّان العَشْوائيَّات يعيشون في بيئة غير صِحيَّة، وتنشأ المخاطِر الصِّحيَّة مِن سُوء الصَّرْف الصِّحي، وعدم وُجُود مياه نقيَّة، والتَّزاحُم، وسوء التَّهوية في بيئة المَعِيشة.

جهود حكوميَّة غيرُ كافية:
ورغم أنَّ وزارة الإسكان وَضَعَتْ بَرْنامجًا قَوْميًّا منذ عام ‏2005‏م؛ لِلْقَضاء على العَشْوائيَّات العُمْرانيَّة، في جميع أنحاء البلاد بِحُلول عام ‏2025م‏، وَرَصَدَتِ الوزارة لذلك البَرْنامج مِيزانيَّة قَدْرها ‏5‏ مليارات دولار؛ إلاَّ أنَّ الأرقام لا تُبَشِّر بالخير‏، وكارثة الدويقة شاهِد عيان على فَشَل البرنامج، أو عدم تَفْعِيله بالقَدْر الكافي.

وتَذْكر التَّقارير أنَّ هناك ‏68‏ منطقة عشوائيَّة قابِلة للتَّطوير، و‏13‏ منطقة تَمَّ رَفْع كفاءتها، و‏20‏ منطقة غير قابِلة للإصلاح على الإِطْلاق‏.

وَيُؤَكِّد الكاتب "ممدوح الولي"، صاحب أهم دِرَاسة عنْ سُكَّان العَشْوائيَّات والعِشَش في مصر، أنَّ المشكلة في أنَّ برنامج الحكومة للاهتمام بالعَشْوائيَّات، انْتَعَشَ فقط في التِّسعينيَّات؛ بسبب ربط الحكومة أحداثَ العُنف بالعَشوائيَّات، ولما هَدَأَتِ الأوضاعُ، وانْسَحَب البُعد الأمني عن القضيةِ، تَهَاوَتِ المخصصات الماليَّة، حتى بلغتْ 150 مليون دولار.

وَأَكَّدَ أنَّ هذا المبلغ هزيلٌ للغاية، بِجَانب وجود أكثر من 1200 منطقة عشوائيَّة، يَسْكُنها 18 مليون نسمة - حسب تقديراته الشَّخصيَّة - وَسط مطالب بإنشاء طُرُق، ومياه، وصَرْف صحي، وكهرباء، مُوَضِّحًا أنَّ الأَخْطَر مِن هذا أنَّ جميعَ الإحصائيَّات الموجودة عنِ المُدُن فقط وهي غيرُ حَدِيثة، بينما عشوائيَّات الرِّيف في طَيِّ النِّسْيان.

وَتَوَقَّعَ أنْ تَسْتَمِرَّ مثل هذه الكَوَارث، طالَمَا ابْتَعَدَ الجميع عنِ العلاج الجذري لِمُشكلة العَشْوائيَّات في مصر، وانْصَبَّ الاهتمامُ على الإعلام، الذي يُقَدَّر بِنَوْعِيَّة موقع الحادث، وعدد الضحايا، رغم استمرار الانهيارات، وعدم تَوَقُّفها.

مَن يضع نهاية لِكَارِثة العشوائيَّات؟
"صَدِّقْ، أو لا تُصَدِّق، أنَّ هناك أكثر من 66 ألف أسرة مصريَّة، تَسْكُن في عِشش مبنيَّة بالطُّوب اللَّبِن، هذا ما أَعْلَنَه جِهاز الإحصاء في تقريره الأخير، وَتَتَكَوَّن العِشَّة مِن حُجرة واحدة، يَقْطنها ما بين 6 و8 أشْخاص، يَفْتَقِدُون أَدْنَى مُقَومات الحياة الآدميَّة؛ حيث ينامون على الأرض، ويستخدمون جريد النَّخيل كَدَوَالِيب، يُعَلِّقُونَ عليها مَلابسهم، وتنشر عليه النِّساء ملابسهم المُبْتَلَّة أمام العِشش"، هذا جزءٌ منَ التَّقرير، الذي نَقَلَتْه شيماء أبو زيد، لِمَوْقع إنسان أون لاين، بتاريخ 29 /7 /2008.

وتأتي محافظة سوهاج - وَفْقًا لممدوح الولي في دِرَاسته عنِ العَشْوائيَّات والعِشَش في مصر - في المرتبة الأولى، تَلِيها محافظة شمال سيناء، ثم البحيرة وبورسعيد، وتحتل القاهرة المَرْتبة السابعة بنسبة 2492 عِشَّة، حسب تَعْداد جهاز الإحصاء.

والسَّبب في وُجُود هذا الكم الهائل منَ العِشَش، هو ضَعْف الدَّخْل الاقتصادي والمَوَارد، وتَبَاطُؤ الدَّولة في مَدِّ يدِ العَوْن لِهؤلاء الذين سَقَطَتْ بُيُوتهم، أو ما شابَه ذلك، وتَقَدَّموا إلى المحافظة التي يعيشون فيها، فَوَجَدُوا أنفسهم في طَابُور الانتظار، فاضْطروا إلى اللُّجوء إلى مثل هذه الأماكن؛ لأنَّها تَتَنَاسَب مع إِمْكانيَّاتهم.

وهذا الوَضْع يحتاج إلى صَحْوة ضمير إنسانيٍّ، فعارٌ علينا أن نحيا ولدينا مَن يعيش حياته في عِشَش صفيح، أو أكشاك خَشَبيَّة، أو خيام‏‏، عارٌ علينا أن تغمضَ لنا عينٌ، ونترك مصريينَ يَلْتَحِفُون الهواء، وينامونَ في العَرَاء‏،‏ ومحرومينَ مِن دورة مياه مُنْفَصِلة، أو حتى مشتركة، وليست لهم أدنى خُصُوصيَّة في حياتِهم‏.‏

ويخشى المركز المصري لِحُقوق السُّكَّان - أحد المراكز الحقوقيَّة المَعْنِيَّة بِتَفْعيل حقِّ الإنسان في السكن - أن تنحصرَ جُهُود تطوير العَشْوائيَّات بِإِخْلاء الأُسَر قَسْريًّا من مساكنهم، بدون تعويض، أو مساكن بديلة، وبدون إنذارٍ مُسبق، والتَّعامُل الأمني بِشَكْل غيرِ آدمي مع السُّكَّان؛ حيث يتم ضَرْبهم، وإخراجهم عُنْوة منَ المساكن، دون مُرَاعاة للمُسنينَ، أو السَّيدات، أوِ الأطفال؛ بل إنَّ هذا مِن شأنِه أن يزيدَ من حِدَّة الأزمة، ويضاعِفَ الكارِثة، ويُنْشِئ جِيلاً ضعيف الوَلاء والانتماء.

إنَّ عَشْوائيَّات مصر تحتاج إلى تَضَافُر الجُهُود الأهليَّة مع الحكوميَّة، وفتح باب المُشَارَكة المُجْتَمَعيَّة على مصراعَيْهِ منَ الجمعيَّات، والهيئات الخيريَّة، ورجال الأعمال، وقِطَاع البُنُوك؛ مِن أجْلِ تطوير وتنمية هذه المناطق، ومَدِّها بالخَدَمات والمَرَافِق الصِّحيَّة والتَّعليميَّة، ومحو الأمِّية، وإيجاد مشروعات اقْتِصاديَّة مُتَوَسِّطة وصغيرة، تَرْفع مِن دَخْل الفرد والأسرة في هذه المناطق، وتقديم الرِّعاية الاجتماعيَّة الكَفِيلة بأن تَسْتَنْقِذَهم مِن أنواع الانْحِرافات السُّلُوكيَّة، والأخلاقيَّة، والتي تَصُبُّ للأسف في خانةِ المخدِّرَات والرَّذيلة.

إنَّ العشوائيَّات تحتاج لِخطط تنمويَّة حقيقيَّة ودَؤُوبة، مثل ما حَدَث في عشوائيَّات "زينهم" بالقاهرة - النموذج الذي يكادُ يكونُ وحيدًا في هذا المضمار - قبل أن تصدمَنا مشاهد أشد قسوةً مِن مشاهد الدويقة، وقبل أن نَفْقدَ ضحايا آخرين تحت الأنقاض.

لن يعفينا منَ المسؤولية أمام الله أن نَعْتَبِرهم ونحتسبهم شهداء الهَدْم.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- اريحا
زيد جورج وسوف - فلسطين 30-11-2009 11:31 AM
انا بحكي لكل المسؤلين انهم يغيثو هدول الناس وإنهم يشكلو لجنه تتحدث عن المشكله وكمان يشكلو لجنه زكاه لتغيث هدول الناس يلي مش لاقين حياة يعشوها متل الناس وبدل ما يصير كارثه
4- hgg
wafaa - egypt 27-11-2008 02:02 AM
good
3- معا من أجل تنمية مستدامة
هناء عبدالرحيم محمد - مصر 23-09-2008 12:26 PM
الأعلامي الكبير
الموضوع كبير جدا يحتاج الي تضافر الجهود من ناحية المنظمات الحكومية توضع في اعتبارات الدولة من التخطيط ومن المنظمات الغير الحكومية من ناحية التوعية والتثقيف بجانب التبرعات
ونحن كجمعية أهلية نبادر في حل أو المساهمة في الحل برفع شعار التعليم من أجل التنمية المستدامة
هناء
جمعية رؤي للتنمية بالمشاركة قنا - مصر
2- لازم نقدم حاجة
اليرموك - مصر 22-09-2008 01:24 AM
في شباب من شباب الجامعة بدأ يلتفت الى مثل هذه الامور والازمات وبدأو يكونوا جمعيات اهلية لخدمة واغاثة هذه المناطق ياريت الفكر ده ينتشر بين الشباب وبدل ما نجلس متعطلين نعمل حاجة لهؤلاء الناس وحيبقى باب عمل كبير للشباب.. وشكرا على الموضوع
1- ياعجبامن الناس يبكون علي من مات جسده ولا يبكون علي من مات قلبه!!!
ekram - egypt 19-09-2008 01:57 AM

الأخ الفاضل..لقد أجدب القلب وقحطت العين..واضطرب الجد..واندعم التدبير..وانعدم التدبير..واشتد لذع المصيبة..علي القلب..فما المخرج منها؟؟؟!
المواطن المصري..أصبح من أرخص البشر..عفوا !!الفقير المصري..دمه رخيص..وطعامه قليل. .وشربة الماء بعيدة المنال؟؟
أما الثري المصري.. أو قل المليونير .والبليونير المصري..وياعجبي ..وياألمي..
كلما اشتد الفقروالعوز بالفقراء.. كلما ازدادت أرصدة هؤلاء!!
تتحدث ياأخي عن العشوائيات ..أنسيت سكان المقابر؟ أنسيت من يفترشونالشوارع والحواري؟ونمر عليهم مر الكرام
أتتحدث عن شهداء الدويقة رحمهم الله -أنسينا شهداء العبارة؟ أنسينا الشباب الذي تغرق به القوارب التي يفرون بها بحثا عن لقمةتحفظ لهم ماء وجوههم؟؟
تتحدث ياأخي أحمد عن الأحياء الأموات..الذين يعيشون حياة لاتصلح إلا ...ورب لاأستطيع تفوهها حسرة عليهم وحفظا لكرامتهم؟؟وأي كرامة بقيت لك أيها الفقير المطحون؟؟ وهناك على الشط الآخر المتنعمون

أيها الأغنياء؟يارجال الأعمال؟أين البنيان الواحد؟نحن في شهر رحمة ومغفرة ..وعتق من النيران..انتبهوا انتبهوا
يوم لاينفع مال ولا بنون..يوم تفارقوا أموالكم-وتفارقكم أموالكم.. ولا يبقي إلا العمل الصالح ولا يتبعكم إلا أعمالكم-وأنتم أيها المسئولون :اتقوا الله في المساكين المغلوبين علي أمرهم.(واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله..)
وأنت ياأخي سلم قلمك وجهدك وغيرتك..فأنت سباق دائما.ومقالاتك كثيرة في الاهنمام بالمواطن المصري..جزاك الله خير الجزاء ونفع بك وبقلمك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة